languageFrançais

فاطمة الزهراء..أستاذة رياضة تتحدى البطالة وتستثمر في الفلاحة

This browser does not support the video element.

''فاطمة الزهراء'' شابة في الثلاثينات من عمرها من منطقة " دخلة هداج " الريفية التابعة لمعتمدية منزل بوزيان والواقعة بين جبلين زهاء التسعين كيلومترا بعيدا عن مقر ولاية سيدي بوزيد، اجتهدت بدراستها وتمكنت من إنهاء مراحل سلمها الدراسي بنجاح .

ورغم بلوغها الدرجات العليا وإحرازها على شهادتها في عالم الرياضة فإنها لم تحقق الهدف الذي رسمته منذ سنة التوجيه الجامعي  والتخصص في المجال ذاته لظروف عديدة وتتعلق أساسا بتوجهات الدولة والإستراتيجية المعتمدة في التشغيل ومحدودية الآفاق في مجال الرياضة بالجهة - وفق تعبيرها.

لذلك لم تقف فاطمة الزهراء مكتوفة اليدين، ولم تنحن لهزات الزمن وإنقضاء العمر دون أن تقرع أبواب العمل وتشرك بقية أفراد عائلتها في جملة التدابير الممكنة لتركيز مشروع يتلاءم مع الواقع الذي تعيش فيه آملة تحقيق ما تصبو إليه من إستقرار وحياة كريمة وراحة بال وازدهار.

اختارت فاطمة الزهراء بعد تفكير عميق أن تبعث مشروعا فلاحيا في أرض والدها الشيخ وأباحت بسرها لأشقائها وشقيقاتها الذين رحبوا بفكرتها واقتنعوا بكلامها  بل وعبروا عن إستعدادهم للمساهمة في توفير التمويل الذاتي وحفر بئر عميقة والطاقة الشمسية.

انطلقت فاطمة  "الزهراء " بذلك في رحلتها مع إعداد الملفات وأخذ الكثير من الدورات التدريبية لتدعيم سيرتها الذاتية في القطاع الفلاحي إلى أن تمكنت من تحقيق ما كانت تصبة إليه، حيث أقامت بئرا أرتوازية ووفرت ما أمكنها من تجهيزات رغم محدودية أموالها ومدت قنوات الري وشرعت في القيام بأشغال العناية وسقي الأشجار التي غرسها والدها على مر سنوات سبقت، ثم غراسة مساحة جديدة من اللوز والزيتون بطريقة عصرية.

وظلت على تلك الحال تتابع أشغالها بثبات دون أن تيأس سيما أنها تعاين وتسجل كل يوم نموا وتطورا مطردا على غراساتها وهو ما بعث فيها الطمأنينة والأمل في الحياة لتصبح مضربا للامثال ومثالا يحتذى لدى المسؤولين الفلاحين الجهويين رغم محدودية إسنادهم لها بما يدعمها من قروض ومنح فلاحية في توسعة وإزدهار مشروعها الفلاحي الذي أضحت تعشقه وتعول عليه كثيرا     

ولئن وجدت فاطمة الزهراء عقبات في غاية الصعوبة أمام طريق نجاحها رغم دعمها ماديا في البداية من والدها وأشقائها الذين لم يدخروا جهدا في إنقاذها من براثن البطالة فإن عشقها لمشروعها الفلاحي وحلمها بالرفاه والإزدهار ظلا يتجددان لذلك فهي تناشد السلط المختصة في القطاع الفلاحي بالجهة أن تساعدها على تطوير مشروعها و النهوض به ليكون رافدا تنمويا يعود عليها بالنفع ويساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالجهة من جهة وليتسنى لطالبي الشغل ممن يريدون من الشباب أن يسلكوا طريق " فاطمة الزهراء " النجاح في بعث مشاريع تستجيب لمستحقاتهم الحياتية وتخرجهم من الظلمات إلى النور بصرف النظر عن الشهائد العلمية التي يتحصلون عليها في نهاية مشاويرهم الدراسية و العلمية من جهة ثانية.

* محمد صالح غانمي